لا شك أنّنا في عصرنا الحالي عصر التكنولوجيا والسرعة نحن بحاجة إلى مواكبة التطوّر الحاصل واتخاذ مسلك جديد للتعليم بطريقةٍ مختلفة عن التعليم الصفي، الّذي يكون فيه دور المعلم هو التلقين لطلابه، لذلك اتّجهت كثير من المؤسسات التعليميّة إلى التعليم الإلكتروني الذي يعدّ من أهم أنماط التعليم في وقتنا الحالي، وذلك لما له من فوائد في تطوير العملية التعليمية.
يتطلّب التعليم في وقتنا الحالي وجود أجهزة كمبيوتر وأحيانا تتمّ الاستعانة بالأجهزة اللوحية أو الهواتف الذكية، ويتمّ نقل المادة من المعلّم إلى الطالب عن طريق الاتصال بشبكة الانترنت، إمّا بالنقل الحي أو بإرسال توجيهات وتعليمات عن المادة المطلوب تعلمها، ومن هنا تأتي أوّل فائدة للتعليم الإلكتروني؛ حيث إنّ الطالب غير مقيد بوجود جدول دراسي أو الحضور بشكل شخصي إلى الصف لأخذ المادة، ويكون دور المعلّم هو التوجيه والإرشاد فقط، وبهذا يعتمد الطالب على نفسه لجمع المعلومات المطلوبة للمادة المراد دراستها، وسنتحدّث هنا عن أهمّ مميّزات التعليم الإلكتروني.
فوائد التعليم الالكتروني تتلخّص أهم وأبرز فوائد التعليم الإلكتروني فيما يلي:
- سهولة التواصل بين المعلّم والطالب في أيّ وقت وأي مكان حتى خارج أوقات الدوام الرسمية، وإعطاء الفرصة الكافية للطالب لطرح استفساراته فيما يتعلّق بالمواد الدراسية.
- إنشاء غرف الحوار وجمع الطلاب والمعلّمين فيها ممّا يعطي فرصةً أكبر للطالب للنقاش وفهم المادة؛ لأنّ ضيق الوقت في الحصص الدراسية يعيق تنظيم الحصة من قبل المعلّم، وإعطاء فرصة لجميع الطلاب الذين يريدون طرح أسئلتهم.
- الاستعانة بالصور والوسائل التوضيحيّة والفيديو لشرح المادة للطلاب، ممّا يساعد أكثر في فهم المادة الدراسيّة، مع القدرة في الحصول على تسجيلات صوتيّة أو مرئيّة لتوضيح المادة، ونرى هذا جليّاً في توضيح المعادلات الكيميائية التي يصعب فهمها بالقراءة فقط؛ بل يجب دعمها بالفيديو للتوضيح والفهم.
- إمكانية التعلم عن بعد مع الجامعات العالمية والاستفادة من الخبراء الأجانب خاصّةً على مستوى الدراسات العليا.
- الخصوصيّة بين الطالب ومعلمه؛ حيث إنّ الطالب الّذي يعاني من مستوى تعليم متدنّي لا يشعر بالحرج أمام زملائه من مستواه؛ لأنّه ينقل أفكاره إلى المعلم بكل خصوصية، وهذا يعطي الطالب فرصةً للمحاولة والخطأ دون التعرّض للإحراج، كذلك بالنسبة للطالب الخجول فهذه الطريقة تعطيه الحريّة لطرح أسئلته على المعلّم بكل أريحية.
- استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في تقييم الطالب، وذلك لوجود أدوات تقوم بتقييم درجات الطالب بناءً على الاختبارات التي قام باجتيازها.
- توفّر المناهج على مدار الوقت لدراسة المادة والقيام بالأبحاث المتعلقة بها؛ حيث إنّ المعلومات المطلوبة متوفّرة على شبكة الإنترنت.
- تحكّم الطالب بالوقت المناسب له للدراسة وتنظيم وقته ومسؤولياته دون الحاجة إلى الذهاب شخصيّاً إلى مكان دراسته خاصّةً للذين لديهم مسؤوليات أسريّة تمنعهم من الخروج من منزلهم.
- إنّ مستقبل التعليم الإلكتروني آخذ بالتقدّم حتى وإن كانت المؤسّسات التي تعنى بالتعليم الإلكتروني لا زالت قليلةً، لكن هناك ما يشير إلى أنّ هذا التعليم سوف يزدهر وينتشر بشكل أكبر لما يوفّره من راحة ومرونة للطالب والمعلّم في الوقت نفسه.